ذات الرداء الاحمر... هو اللقب الذى اخد ينادينى به احد زملائى فى العمل اليوم بسبب ارتدائى لذلك البلطو الاحمر" المشؤوم "
اكرهه.. طالما كرهت اللون الاحمر...
لم اتوقع مطلقا ان ذلك قد يحدث لى فى يوم من الايام...
تعود تلك القصة الى الشتاء الماضى...
حيث اشترى لى احد اقاربى القريبين جدا منى ذلك البالطو الاحمر... ذو الموديل الباريسى الفاخر...
كان رائع حقا... لكننى لم اتخيل ان ارتدى يوما ذلك اللون الفاقع خارج بيتى...
فأنا بطبعى احب ارتداء الملابس الطويلة الفضفاضة و ذات الالوان الغامقة او الباهتة و العمليةالتى لا تجلب الانتباه
هكذااجد راحتى
اما ذلك البالطو الاحمر الطويل.. يشعرنى كأننى إشارة مرور حمراء كبيرة تسير على قدمين !
و لا يتجاهل احد الإشارة الحمراء _ اصبحت الان متأكدة من ذلك _
لم يكن بأستطاعتى رفض الهدية... كذلك لم يكون بأستطاعتى عدم ارتدائها... على الرغم من محاولتى عدم إرتدائة بحجة انه هناك ازرار تحتاج لتثبيت و ليس عندى خيط احمر لتثبيتها
الا اننى لم استطع المماطلة اكثر مع الضغط الكثير علىّ .. و اضطررت لارتدائة هذا الشتاء
حقيقة ذلك البالطوا رائع و اثنى عليه جميع من رانى به...
بالنسبة لى كفتاة... إنه حقا شعور جميل تحبة كل فتاة عندما يثنى كل من حولك على مظهرك.....
شعورا قد يعميك... و يدخلك فى طريق لا رجعة منه
فى حقيقة الامر... إن السم المغطى بالعسل
احببت الثناء على مظهرى... و اعتدت مع الوقت ارتدائة
اعتدت طعم العسل...و لم اشعر حينها بان السم ينسل الى دمى
حتى اتتنى تلك الصدمة
اليوم اثناء الستراحة العمل.... ذهبت كالعادة لاشترى سندوتشات من احد المحلات القريبة من مكان العمل
ما حدث هو ان العامل بهذا المحل اخذ فى مضايقتى و تكرار كلامى
بغض النظر انى اوقفتة عند حدة ... الا ان ذلك لم يطفئ النار بداخلى
مازلت افكر فى الامر.....
اتسائل... من منا المخطئ ؟!
هو ؟
ام انا ؟!
عندما عدت للمكتب.. قال لى احد زملائى... " متدايقش نفسك... دة موقف ممكن تتعرضيلة كل يوم... دة مش صح .. بس دة اللى بيحصل .. !!!!! "
اريد كتابة مليون علامة تعجب !
لا
لا
لا
لم امر به قط... فلماذا امر به الان ؟
إن كان ذلك العامل شخص فاسد اخلاقيا.. فلماذا دايقنى هذا اليوم و لم يفعل من قبل... على الرغم اننى اذهب كل يوم للشراء من هناك ؟
ببساطة لان السبب ليس فقط فسادة اخلاقيا... بل انا ايضا اتحمل جزء من السبب
هذا ليس موقف امر به كل يوم
بل لم امر به فى حياتى من قبل
لاننى لم اتخلى يوما عن حجابى الطويل.. او عن الوانى الغامقة و الباهتة...
لم ارتد فى حياتى الا الملابس الفضفاضة
هذة انا و هكذا كنت قبل ذلك اليوم
و عندما تخليت عنهم يوما لكى ارضى الناس... هكذا كان جزائى
بل هو إنذار لى...
احمد الله على انى ادركت هذا الامر الان
...
كما فى قصة ذات الرداء الاحمر... عندما تخلت الفتاة الصغيرة عن التعليمات ... تاهت فى الغابة... و تبعها الذئب ليأكلها...
لولا ان حمانى الله... فما حدث ما هو الا إنذار لى
استطيع القول انى تعلمت درسى جيدا...
ببساطة.. قطعت ازرار هذا البلطو المشؤوم و رميتها
و حلفت انى لن ارتدية بعد اليوم
استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم و اتوب اليه .
تمت.
No comments:
Post a Comment